شغلت خيالي
شغلت خيالي بعثرت أفكاري *** فتحت حُصوني حطمت أسواري
ملأت عيوني من جمالٍ ساحرٍ*** سكنت فؤادي داعبت أوتاري
يا شامُ مالَكِ قد بَدَوْتِ حزينةً *** والعينُ شاحبةٌ ودَمعُكِ جاري
... أَلِأنني قصّرتُ في أُنشودتي *** أَم أنّني بالغتُ في أشعاري
أمْ أنني فارقتُ أرضكِ مُرغماً *** وتركتُها من غيرِ ما إخباري
أمْ أنهُ ذاكَ النظامُ المُزدرى *** إذْ لم يُراعي طُهرَكِ المتواري
أمْ أنهُ الشيخُ الذي لم يستحي *** واستبدلَ الحسناتِ بالدينارِ
أمْ أنها الأعرابُ حين طلبْتِهِا *** فتَجاهَلَتْ وتشابكت بحِوارِ
ما بالكم أحزنتم سوريّتي *** أَوَما علمتُم أنّها بجواري
أو ما علمتُمْ أنّها محبوبتي *** أَوَما علمتُم أنّها أنواري
يا شامُ لا تتأثري من فِعلِهِمْ *** فلأنتِ في نظري منَ الأخيارِ
ولأنتِ بلسمُ من أرادَ تداوياً *** ولأنتِ أعذبُ من ندى الأزهار
يا شامُ إني قد دعوتُ عليهمُ *** في بُكرتي في اللّيلِ في الأسحارِ
منْ قدْ أذى الشامَ الأبيّةَ أخزِهِ *** يومَ القيامةِ وارمهِ في النارِ
شعر : براء العويد